البراكين

 

 

يوجد حالياً في أنحاء العالم حوالي 450 بركاناً نشيطاً وعدداً كبيراً من البراكين الخامدة . وتشتهر بعض البراكين الثائرة بالكوارث التي تحدثها عند ثورانها والمتمثلة في الخراب الذي تلحقه بالبيئة والإنسان  .

 

تعريف البراكين :

 

يمكن القول إنها تقصفات القشرة الأرضية التي تخرج من شقوقها مواد غازية أو سائلة أو صلبة تأتي من باطن الأرض  .

ومن الناحية المورفولوجية يمكن تصنيف البراكين إلى أنواع مختلفة حسب طبيعة صهارتها ومدة الظواهر الثورانية . وكمية المواد المقذوفة . فإذا كانت اللابة ( الطبح سائلة فهي تتدفق من شقوق الصخور ثم تمتد على مساحات واسعة قبل أن تتصلب وتتولد عنها براكين منضدية مسطحة . ومن أشهر براكين هذا الصنف بركان انفجر في داكان بالهند انتشر على مساحة تبلغ 600.000كلم .

ولفهم الظواهر  البركانية ، لابد من الرجوع إلى بداية نشأة وتشكل الكرة الأرضية . فمن المعتقد أن الأرض في أصلها كانت عبارة عن كرة من الغبار الجوي الشديد الحرارة . ومع مرور الزمن ، وتحت تأثير قوة الجاذبية تكثفت هذه الكرة حيث تمركزت موادها الصلبة في وسطها وتناثرت المواد الأخف وزناً في السطح  .

ويمكن الأعتقاد أن كثرة المواد الموجودة في مركز الكرة الأرضية تكون سائلة بتعرضها لهذه الحرارة الشديدة ، ولكن الأمر غير ذلك ،لأن الضغط العالي الذي يقع عليها يمنعها من التمييع ، ويجلها صلبة ومتماسكة . إلا أن هذه الكتلة من المواد تصدر عنها حركات آلية حيث تتنقل من مكان إلى آخر ، وحركات حرارية تغير درجات حرارتها ، ولهذه الحركات تأثيرات مختلفة علىالقشرة الأرضية  .

 

نشاط البراكين :

 

إن نشاط البراكين غير متواصل ، بل يمر عبر مراحل متعاقبة تترواح ما بين مراحل الثوران القصيرة وفترات السكون الطويلة ، ومن هذا المنطلق ، تصنف البراكين حسب نوعية نشاطها إلى براكين ثائرة وبراكين ساكنة وبراكين خامدة

ويكون البركان نشطاً حين تصدر عنه اندفاعات بينها فواصل منتظمة وتكون البراكين ساكنة حين تكتفي بعد الإنفجار بقذف الغازات والبخارات . وهناك براكين تبقى دائماً على هذه الحالة وتعرف بالبراكين الكبريتية أو السلفتارية لأن مقذوفاتها غنية ببخار الكبريت أما البراكين الخامدة فهي التي لا يصدر عنها أي نشاط منذ سنين طويلة  .

وبصفة عامة ، يمكن القول إن نشاط البركان يمر بمراحل ثلاث وهي الانفجار والقذف والفوحان  .

وفيما يلي أهم الأصناف :

             ]        الانفجارات السترومبولية :

وتتميز بتدفقات الطفح البزلتية وبإرسال الغازات والبخارات ، وهي متقطعة تتخللها بكيفية دورية انفجارات صغيرة مصحوبة بقذف مواد صلبة  .

   ]        الانفجارات الفيزوفية :

وتتميز بتعاقب فترات الثوران الأقصى المصحوب بالانفجارات المهولة ، وفترات السكون شبه التام ، ويتمثل الأنفجار في إرسال سحاب أسود كثيف من الغاز والبخار والغبار  .

 

   ]        الانفجارات الفولكانية  :

وهي غاية في العنف ولا تقترن بسكب طفحي ، فالصهارة الحامضة تقذف على شكل قنابل مصحوبة بسحب بركانية كثيفة وسوداء مكونة من مواد دقيقة وغازات وبخار الماء  .

 

   ]        الانفجارات البيليئية :

وهي بالغة العنف والخطورة حيث تقذف صهارة جد لزجة وخلال الثوران ترسل مواد بركانية فتاتية ممزوجة ببخارات شديدة الحرارة تشكل سحباً مضطرمة وكثيفة تتساقط بسرعة منتشرة على المناطق المجاورة .

 

   ]        الانفجارات الهوايانية :

وهي أقوى وأهول الانفجارات كلها رغم كونها هادئة . وتتميز بإرسال حمم شديد السيولة وبعدم قذفها للمواد الصلبة .

 

 التأثيرات الطفيفة البركانية :

 

عندما يسمع المرء بالنشاط البركاني ، يتبادر إلى ذهنه فوراً مشهد الانفجارات المهولة وتيارات الحمم المتدفقة على السفوح المتشققة ، التي تهي بعنف مخربة كل شيء في طريقها ، وأنهار من الحجارة والرماد .

التوزيع الجغرافي للبراكين  :

 

من خلال المعطيات التفنية التي سبق ذكرها ، وخاصة منها ذوبان الصهارة من جراء انخفاض الضغط ، يتضح لنا بسهولة لماذا تتمركز البراكين في بعض المناطق الواقعة على الواجهات المحيطية وفي المناطق الواقعة على واجهات الأرخبيلات الحديثة النشأة . فهذه المناطق تتوفر على تقصفات وعلى مجالات انقطاع ولا تماسك ، وهي كذلك معرضة لحركات الأرتصاص المستمرة . والينابيع الحرارية والحرارية المعدنية بدورها ترتبط بمرحلة خمود منطقة بركانية . وحسب المعادن التي تحتوي عليها ، فالمياه تنقسم إلى قلوية وكبريتية وحارة وكربونية ، وهي تستعمل في علاج العديد من الأمراض .

وتتمثل الظواهر البركانية الثانوية أساساً في الفوارات الحارة ( أو الدفاقات ) وفي نافورات البخار . فالفوارات الحارة عبارة عن انبجاسات متقطعة من الماء الشديد الحرارة والمشتمل على كمية كبيرة من السيليس الذي يودع حول الفوارات فيتشكل منه الجيزريت .

ومن بين الظواهر البركانية الزائفة ، نذكر السلسات ، وهي ينابيع من الميتان والنفظ والوحل ، ثم ينابيع النار وهي ينابيع الميتان الذي يشتعل مباشرة باتصاله بالهواء ، وبراكين الوحل وهي ثوران بركاني من الوحل الطيني الغني بالنفط .

   

الزلازل

 

الزلازل عبارة ع اهتزازات وارتجاجات متفاوتة الشدة والعنف تتجلي على سطح الأرض ويكون مصدرها في باطن القشرة الأرضية حين يحدث بها اضطراب يخل بتوازن الكتل الصخرية  .

والقشرة الأ{ضية هي غير مستقرة وهي في حركة دائمة ، وليست لا صقيلة ولا متجانسة ولكنها ذات ثنايا وانقصافات على شكل شقوق تصاحب انزلاق التربية ، تترتب عن ظواهر متعددة غير ذات أهمية كبرى ، تتم خلال فترة طويلة من الزمن ، وتتضاعف إنثناءات الصخور وشقوقها بفعل قوى التوتر والضغط المتوازية  .

 

كيف ينشر الزلازل

 

الموجات الزلزالية وانتشارها :

 تعرف النقطة التي يحدث فيها الانقصاف وتنطلق منها الاهتزازات بمركز الزلزال ، وهو يقع في الغالب على عمق بضعة كيلومترات فقط  . وتسمى النقطة المناسبة لمركز الزلزال في سطح الأرض المركز السطحي وهو المكان الذي يكون فيه الأهتزازات أكثر عنفاً . وتنشأ الأهتزازات عند مركز الزلزال وتنتشر بعد ذلك في جميع الأتجاهات بسرعة تختلف حسب وبنية الصخور التي تصادفها . وتتضاعف سرعة انتشار الموجات الزلزالية مع ازدياد عمق وكثافة الصخور ، إلا أن هذه السرعة تتقلص في مناطق الأنقطاع التي يظهر أن صخورها تكون جزئياً على حالتها السائلة ، ولا يتبع إتجاه انشار الموجات خطاً مستقيماً ، ولكنه يتعرض إلى سلسلة من التغيرات .

كيف يتم قياس الموجات الزلزالية ؟

 

ويتم تسجيل الموجات الزلزالية بواسطة أجهزة خاصة تعرف بمسجلات الاهتزاز أو المرجافات وهي آليات بالغة الحساسية والدقة ولكنها تقوم على نظام غاية في البساطة .

فهي تتكون من قاعدة مثبتة بإحكام في التربية ، ومن كتلة ذات مقاييس كبيرة تدعمها نوابض غليظة وتتوفر في جزئها الأسفل على إبرة تتصل بحلقة رافعة يوضع طرفها الأطول على مدرج من الورق . وعندما تبدأ الأرض في الأهتزاز تقوم النوابض بتخفيف الحركة مانعة الكتلة من التحرك ، بينما تشرع الرافعة الموضوعة على القاعدة في النوسان وتسجيل النبضات الاهتزازية على لفيفة الورق  .

 

المناطق الزلزالية :

تحدث الزلازل أساساً في المناطق الجيولوجية الحديثة ، حيث ما تزال السلاسل الجبلية فتية وفي طور التشكيل أو في الأماكن التي تعرف القشرة الأرضية حركات مهمة ويمكن تقسيم الأرض من حيث النشاط الزلزالي إلى : مناطق غير زلزالية مثل إيرلندا وروسيا وسيبريا ،  ومناطق زلزالية .

 

مقاييس الزلازل :

تظهر الموجات الزالزلية عند سطح الأرض على شكل اهتزازات تسبب أضرار وخسائر متفاوتة الخطورة حسب قوتها في المركز السطحي . وحين تجمع بين النقط التي عرفت اهتزازاتها نفس الكثافة ، فإننا نحصل على خطوط الزلازل وتعرف المنطقة الموجودة داخل خط الزلزال الأقوى بالمنطقة المركزية ، وهي في الغالب المنطقة التي يخلف فيها الزلزال أفدح الضرر .

ويمكن للزلزال أن يحدث في أعماق البحار حيث يثير هناك تلاطم الأمواج وتنشأ عن الأهتزازات التحمائية أمواج هائلة يصل علوها أحياناً ثلاثين متراً ، تتدفق على طول الشواطئ والمراكز الحضارية محدثة كوارث وأضرار بالغة الخطورة فخلال زلزال ميسين الواقع سنة 1908م هاج البحر وخرب كل بنايات الشاطئ وأودى بحياة أزيد من مائة ألف شخص  .

ومن المقاييس المستعملة لقياس شدة الزلازل ، هناك سلم وودنيومان وسلم ميركالي المعدل الذي يحتوي على إثني عشر درجة ، وهو يعتمد في ذلك على مدى ما يخلفه الزلزال من آثار على سطح الكرة الأرضية وهي كتالي :

الدرجة الأولى : لايدرك الزلازل إلا بواسطة الأجهزة الخاصة لقياس الأهتزازات .

الدرجة الثانية : يدرك الزلزال عند أعلى العمارات الشامخة ومن قبل أشخاص ممددين أو ذوي حساسية حادة .

الدرجة الثالثة : يدرك الزلزال داخل البيوت رغم عدم إحساس الأشخاص الموجودين بها أحياناً بإهتزاز أو بزلزال .

الدرجة الرابعة : يدرك الزلزال بالداخل أكثر من في الخارج ، إذ تهتز الأبواب والنوافذ والأواني وتتراقص الأشياء المعلقة .

الدرجة الخامسة : الجميع يفطن إلى وقوع الزلزال ، وإذا حدث أثناء الليل فإنه يوقظ أغلب الناس ، وهو يسقط الأشياء ويشق الجدران .

الدرجة السادسة : يدرك وقوع الزلزال ، وتكون أضراره طفيفة ، فالأشياء تتساقط والأجراس تدق والأثاث الثقيل يتحول من مكانه .

الدرجة السابقة : يثير الزلزال الروع والهلع في النفوس ويغادر الناس بيوتهم ، وتتصدع البنايات القديمة بشكل خطير ، وتتكون في البحيرات والمستنقعات أمواج كثيرة ، ويحس السائق بالأهتزاز وهو داخل سيارته .

الدرجة الثامنة : بأستثناء البنايات المضادة للزالزل ، فكل البنايات الأخرى تصاب بأضرار بالغة حيث تنهار المداخن والمآذن العالية ضعيفة مثل سكانديدينافا والصين ومدغشقر ثم مناطق زلزالية قوية ، ومنها المناطق الهامشية للمحيط الهادي كنيوزيلاندا واليابان والمجزر الأليوتينية وأمريكا الوسطى والبيرو والشيلي والمناطق المخترقة للهيمالايا إنطلاقاً من الهادي إلى أقصى حدود البحر المتوسط وكذلك الشريط الأوسط من المحيط الأطلسي .

 

الخاتمة

 

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم ، بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد : هذه كلها آيات تدل على عظمة الخالق ، وهي نقمة على عباده الظالمين الجاحدين .

قال تعالى : } قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لئن أنجانا من هذه لنكون من الشاكرين @ وقل الله ينجيكم منها من كل كرب ثم أنتم بشكرون @ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويزيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون  { صدق الله العظيم .

 

 

إعداد الباحثة: سرى صافي